تاريخ الكشافة

تاريخ الكشافة
ترجمها إلى العربية(احمد خالد) المصدر:موقع سكاوتس البريطاني

ميلاد الفكرة....

هذه الصفحاتِ تَعطي نظرة عامّة قصيرة مِنْ تاريخِ الكشَّافة والبعض مِنْ التغييراتِ التي حَدثتْ على الحركةِ على مدى تاريخها، وبشكل رئيسي في بريطانيا.

عادَ (بادن-باول) إلى إنجلترا بطل قومي، بعد دفاع عن بلدةِ مافيكنج(أو مافيكنيج كما تنطق ألان) دام لسبعة شهورِ مِنْ مُحَاصَرَة القوَّاتِ البويريةِ، وهو النصر البريطاني الحقيقي الأول في الحربِ البويريةِ. عندما عادَ إلى إنجلترا، إكتشفَ بأنّ العديد مِنْ الأولادِ والشبابِ كَانوا يقرؤون كتابه "مساعدات الاستكشاف".والذي أصدره بنية أن يكون دليلا للتدريب الحربيِ، لتعليم تقنياتِ للجنود مثل الملاحظةِ، التتبع، المبادرة. .

قابل (بادن-باول) الأشخاص المختلفون المؤثرون في الحركة الشبابية في مختلف أنحاء البلاد، واقتنع بأن يكتب كتاب "مساعدات الاستكشاف" موجهه إلى المراهقين, الكتاب"الاستكشاف للأولاد" نشر في عام 1908(بعد معسكر في جزيرة براونسي عند ميناء بوول دورسيت حيث أختبر (بادن-باول) أفكارُه في أربعة مِنْ دورياتِ الأولادِ مِنْ لندن وبورن موث). " الاستكشاف للأولادِ" طُبِع على ستّة أجزاءِ نصف شهريةِ أوليا، وتم بيعها بسرعة كبيرة.

نَوى (بادن-باول) استعمال المخطط الأصلي الملخّصَ في كتابه "الكشَّافة للأولاد"ِ لإكْمال برامجِ المنظمات الشبابيةِ التي كانت موجودة في ذلك الوقتِ في ذلك الوقت، مثل "لواءِ الأولادَ" و"نوادي الولدَ". لكن هناك أولادَ لَيسوا في الحركات الشبابيةِ اشترت الكتابَ، ووَضعوا أنفسهم كدوريات الكشّافين، ووَجدواْ أنفسهم كالزعماءَ بسرعة لتَدريبهم. وهنا أدرك الجميع انه يجب أن تكون هناك منظمه لدعم هؤلاء الذين اشتروا الكتاب ودربوا أنفسهم كقادة صغار هؤلاء الذين أطلقوا عليهم الكشافة

كتاب "كشَّافة للأولادِ" الآن في المكانِ الرابعِ دائما في قائمة أفضل الباعة في العالم بعد القرآن والإنجيل وكتاب ماو-تسي-الأحمر الصغير.

بداية الحركة...

إنها حركة، لأنها تتقدّمُ للإمام. حالما تَتوقّفُ عن التَحَرُّك، تصبحُ منظمةً، ولم تعد مجرد استكشاف. في البدايه الشئ المسمى الاستكشاف لم نكن لنستطيع تسميته بالمنظمة, فلقد كان بعيد عن التنظيم. ف(بادن-باول) ما زالَ جندي نشيطَ، يُنظّمُ الجنود المرابطين في نورثبير لاند، الشئ الذي أبقاه بعيداً عن محورِ الكشَّافة في لندن.. والإقبال على العضوية السريع كان تحت إشراف شركة ميسيرز آرثر بيرسون وشركاؤه، ناشر كتاب "الكشَّافة للأولادِ" والعديد مِنْ منشوراتِ الكشَّافة اللاحقةِ، ومجلة سكاوت المَنْشُورة حديثاً.

ولقد تم اقتراح أن بعض الراحة من الناشر ستؤدي إلى أن تأخذ الحركة وضعها الذي تستحقه. تَطوّرتْ الحركةُ يبطئ، ولكونهاَ ديمقراطية جداً في مرحلة القاعدةَ، قادة سكاوت يكون لهم أن يختاروا بعدل وحرية الذي يعملوه طالما كَانَ ضمن نماذجِ الكشَّافة وقواعدها.

في السَنَة التالية جمعية سكاوت فَتحتْ مكاتبَها الأول في طريقِ فيكتوريا، وأخيرا كسرت ارتباطها القوي ببيرسونز, في عام 1910 تَقاعد (بادن-باول) َ من الجيشِ لتَكريس وقتِه وجُهدِه ومالِه (كُلّ مكاسبه منْ كتاب" الكشَّافة للأولادِ" عادت إلى الحركةِ) للكشَّافة. شهدت هذه السَنَةِ أيضاً إلاحصاءَ الأولَ للكشّافين في المملكة المتحدةِ، وكانَ في ذلك الوقت مائة ألف كشّاف في المملكة المتحدةِ. لذا في اقل من ثلاث سنوات أخذت الحركة قدمها الثابتة..

توسع الأفاق...

بحدود عام 1908 الكشَّافة كَانتْ تَبْدأُ في العديد مِنْ الطلائع الأمامية البريطانيةِ للإمبراطوريةِ. بعد سفرها إلى أمريكا الجنوبية، فقد بَدأت الكشافة في تشيلي،وعْبرُت القناةَ الإنجليزي إلى أوروبا.وكانت الخطوة الكبيرة عبر الأطلسي، وإلى الولايات المتّحدةِ والتي جاءت بِالصُّدفَة. ففي 1909، رجل الأعمال أمريكيِ، وليام بويس، فُقِدَ في ضبابِ لندن، عندما إقتربَ ولدُ صغير مِنْه، وعَرضَ أَخْذه إلى فندقِه. وهناك رفض الولد أي نقود عرضها عليه رجل الأعمال قائلا بان عمله المفيد كان من منطلق انه فتى كشاف. تأثر بويس بالفكرة وتتبع (بادن-باول) للحصول على تفصيلات أكثر عنها قبل مغادرته لندن عائدا إلى أمريكا. وعندما عادَ إلى الولايات المتّحدةِ.شرعَّ في البَدْء في تأسيس الكشّافةِ الأمريكية. والتي وصلت بحلول ال1918 إلى 300.000، و وَصلتْ إلى المليون كشافَ قبل نهايةِ العشريناتِ.

أما (بادن-باول). فقد قضىْ مُعظم بقية حياته في الجولاتِ العالميةِ، في البداية تَنظيمه الاستكشَّاف في كافة أنحاء العالم،ولاحقا في حضور المهرجانات العالمية ، التي أَصْبَحتْ عنصر مكمّلَ للكشَّافة الدوليةِ. أوّل هذه المهرجانات كَانتْ في 1920 في لندن،وبالتحديد في أولمبيا، لقد كان اكبر معرض للاستكشاف عقد في انجلترا. المهرجان الثاني، بعد أربعة سنوات، في كوبنهاجن،وقد وَضعَ كنموذجَ للمهرجانِ الحديثِ , وكان معسكر دولي رئيسي للكشّافين مِنْ جميع أنحاء العالم.

الكشَّافة ألان لَها خمسة وعشرون مليون عضو حول العالم (غير مضاف إليها الأدلاءَ وفتياتَ الكشافة) وما زالوا يَنْمونَ. تقريباً أربعة مليون مِنها مِنْ الولايات المتّحدةِ،الفرد الأكبر فيها كان جمعيه سكاوت

الجمعية العالمية للمرشداتِ وفتياتِ الكشافة (Wagggs) لَهُمَّ تسعة مليون عضو آخرون، تجْعلُها المنظمة الشبابيةَ الثانية في العالمَ،بعد جمعيه الكشّافين(سكاوت).

و أنا أيضا....

في الأصل كان تصور (بادن-باول) للكشافة كحركة للفتيان الذين تنحصر أعمارهم ما بين 11 و 18 .بحدود 1909 رؤساء الكشافة كَانوا يُواجهونَ مشكلةَ الإخوةِ الأصغرِ الذين يريدون الارتباط بالمرحَ كأخوتهم. البعض فقط غَضّوا النظر عن عُمرِ البعض مِنْ الأولادِ، شكّلَ آخرين الدورياتَ وقوَّاتَ من صغار السنِ أَو طلاب عسكريين كشّافين. المشكلة لَمْ تنحصر فقطْ في الإخوةِ الأصغرِ، لكن في الأخواتِ أيضاً. في 1909 في اجتماع كريستال بالاس، (بادن-باول) صادفَ دورية، التي إدّعتْ إنها تَكُونَ فتياتَ الكشافة.

في البدايه (بادن_باول) كان في جانب السماح للبنات أن يصبحوا كشافين (في جولات منفصلة)، لكن كان لا بُدَّ أنْ يَتغيّرَ رأيه بسبب ضغوطِ المجتمعِ الإدوارديِ. الذي لَمْ يعترف بحقَّ تلك الشابّاتِ أَنْ يستكشفوا في الخلاء ،وان يقيموا مخيمات،وان يسافروا على الأقدام، الخ... ، (كان ذلك متزامنا مع ظهور حركات المطالبة حقوق المر أه).واجه(بادن-باول) هذه المشكلة بتأسيس حركه"الأخت" مرشدات في 1910، مَع (في البدايه) مساعدة أختِه، أجنيس، وبعد ذلك بمساعدة زوجته، أوليف...

لمُعَالَجَة مشكلةِ ما العمل مَع الإخوةِ الأصغرِ، في البدايه غضت سكاوت النظر (أهملتهم ولم تعترف بهم) عن الرحلات الغير رسميه التي شكلوها.وفي 1914،ومع ذلك، رسمَ (بادن-باول) مخطط في جريدة المقرَ الرسميةِ لتدريب هؤلاء الكشّافين الصُغرِ، ولكن هذا المخطط لم يكن ما كان يفكر به حقا. لذا أستبدل هذا المخطط بعد سنتين مَع مخطط جديد، تحت عنوانِ "أشبال الذئاب" إستندَ حول كتابِ "الغابة" لصديقه المقرّبِ روديارد كيبلنج ,كما أن الأشبالِ سَيكونُ عِنْدَهمُ زيّهم الرسمي المُتميّزُ الخاصُ بهم و شارات و شعارات وإشارات، و تحية، الخ.

وتم التعامل مع أشبالُ ولف , أولئك الصغار جدا على أن يكونواَ كشّافين، كالذين كبروا على أن يكونوا كشافين، في 1917، مباشرةً قبل نهاية الحرب الكبرى(العالمية الأولى)،بدأ (بادن-باول) مخطط للكشّافين الكبارِ،والذي غيّروا اسمَها إلى روفر سكوتس أو الجوالين في السَنَة التالية، وكانت تضم أي شخص اكبر من الِ 18،وكانت المغامرة والخدمة في الهواء الطلق احد أركان برنامجها الهامة.

حياه بدون (بادن_باول)...

تَدهورتْ صحة (بادن-باول) بشده وفي 1938 أنتقل إلى كينيا لقضاء الأيام الأخيرة مِنْ حياتِه في أفريقيا. تَوفّى أخيراً في الثامن من يناير/كانون الثاني عام1941.

وكانت ضمن متعلقاته رسالتَه الأخيرةَ إلى الكشّافين في كافة أنحاء العالم وهي:

" أعزائي الكشافين- إذا كنتم قد سبق لكم ورأيتم مسرحية "بيتر بان", سَتَتذكّرونُ كَيفَ أن القرصانَ القائدَ كَانَ حريصا على كتابة خطاب الاحتضار لأنه كان متوقع انه سوف يموت في أي وقت، وعندما جاء وقت موته، لم يستطع إخراجه من صدره. هو تقريباً نفس الشيء مَعي، ولذا، بالرغم من أنّني لست في لحظه موتي، أنا سَأَكتب الخطابُ في هذه الأيامِ وأنا أُريدُ إرسال كلمه الفراق صحبتكم السّلامة.

تذكّرْوا، ستكون آخر مَرّة سَتَسْمعُوها منّي إلى الأبد، لذا فكّرُوا في الموضوع.

فلقد عشت حياه أكثرها سعادة واريد لكل منكم أن يعيش حياه سعيدة أيضا.

أَعتقدُ بأنّ الله وَضعَنا في هذا العالمِ المرحِ لنكون سعداء و نَتمتّعَ بالحياة. السعادة لا تَجيءُ من كونكم أغنياء، ولا مجرّد أنْ تَكُونواَ ناجحين في مهنتِكمَ، ولا بالإفراط في أنفسنا.

خطوة واحدة نحو السعادةِ أَنْ تَجْعلَ نفسك معافى وقوي بينما أنت فتى، لكي تَكُونَ مفيدَ و تَتمتّعَ بالحياة متى صرت رجلا.

دراسة الطبيعةِ ستريك كيف أن الله قد ملأ العالم بالأشياء الجميلة والرائعة لك لكي تتمتع. َكنُ مُقتَنَع بما حصلت عليه وأَعْملُ أفضل منه. انظر إلى الجانب اللامع من الأشياء بدلا من الكئيبِ منها.

لكن الطريقَ الحقيقيَ للحُصُول على السعادةِ يكون بإعْطاء السعادةِ إلى الناسِ الآخرينِ.وحاول مغادرة هذا العالم وهو على حال أفضل قليلا مما كان عليه عندما جئت إليه عندها تجد السعادة عندما يأتيُ دورَكَ للمَوت، يُمْكِنكُ أَنْ تَمُوتَ سعيد الشعور لأنكّ على أية حال لم تهدرَ وقتَكَ لكنك فَعلتَ ما بمقدوركَ. 'كن مستعدّاً' هذا الطريقِ، لعَيْش سعيدِ ولمَوت سعيدِ - تمسّكُ بوعدِ الكشافَ دائماً - حتى بعد أن تصبح رجلا - ساعدكم الله لفعل ذلك.

صديقكمَ، روبرت بادن باول"

مع تحيات القائد مصطفى بزاف